نورما شاهين- لم تكن جوليا بحاجة الى أكثر من كرسي في وسط المسرح ووشاح طويل وشفاف على كتفيها لتروي لنا قصتها وتسحرنا طوال ساعتين بتفاصيل حياتها. فهي تملك كل ما تحتاج اليه: قصة ساحرة للكاتب والمخرج العظيم يحيى جابر وموهبة رهيبة. أنجو ريحان اعتلت مسرح البلمند، أبكت وأضحكت واجتاحت قلوب الحضور من دون انذار.
الجميع يعرف الممثلة الكوميدية أنجو ريحان. والجميع معجب بأعمال الكاتب والمخرج يحيى جابر. لكن المفاجئة هي مسرحية “اسمي جوليا”، هذا المزيج بين الكتابة الحقيقية والتمثيل الصادق والرهيب. احتلت أنجو المسرح، ولعبت دور امرأة شيعية اسمها جوليا من برج البراجنة وروت قصة حياتها منذ طفولتها. عرفتنا جوليا على والدتها “انصاف” ووالدها وأخوتها وصديقتها الفلسطنية “إيمان” وزوجها “حسين” والقريبة اليتيمة والطبيب وصاحب الدكان والخالة والجد والجدة والجيران وغيرها من الشخصيات وهي تقف وحدها على المسرح. تنقلت جوليا من شخصية الى أخرى بسلاسة مدهشة عبر تغيير ملامح وجهها ونبرة صوتها وطريقة وضع الوشاح. أخبرتنا عن طفولتها وعلاقتها بوالديها، وكيف انتقلت من “حسن صبي” الى مراهقة جميلة ترغب في الحب والزواج. تحدثت عن الخيانة وخيبات الأمل، عن الحرب والتهجير، عن العادات والتقاليد، عن الزواج والطلاق عن الحجاب والأمومة عن الصراع مع السرطان والتغلب عليه.
أسرت المسرحية الجمهور لمدة ساعتين. وسحرت أنجو الحضور بتمثيلها الرهيب لقصة لم يتخللها لحظة ملل أو نفور. شكراً يحيى جابر على هذه القصة الرائعة وعلى إختيارك لهذه الممثلة الرهيبة. وشكراً لجامعة البلمند على عرض هذا العمل الراقي الممتع في الكورة.