X

الكورة- قارئة الفنجان فاجأت كورانية في الغربة

نورما شاهين- koura.org- وضعتُ ركوة القهوة على النار. لم أكن أحب أن أشرب القهوة وحدي، لكنني أحسست بالحنين ذلك الصباح. إشتقت الى رائحة القهوة، الى أمي والى الأحاديث التي تدور خلال تلك الجلسات الصباحية. فلتلك الجلسات سحر الندى. أغمضت عيني ورحت أتفقد زوايا منزل أهلي في لبنان ورأيت أمي على الشرفة في يدها فنجان قهوة.
مددت يدي لأخذ فنجان شفة من خزانة مطبخي وإذ بفنجانين ملتصقين معاً في يدي. وضعتهما على الصينية وابتسمتُ. أمي تضع دائماً فنجاناً إضافياً قائلة :”يمكن يجينا حدا صبحية على غفلة”. إسترجعتُ بحنين أقوال أمي ونصائح جدتي كل صباح :”قومي سِتي غسلي وجك ما بتعرفي مين ببوسك، وكنسي بيتك ما بتعرفي مين بزورك”.
نصائح لا تُفيد في الغربة.
دق جرس المنزل. لم أكن أتوقع أحداً. لم أكن أعرف أحداً أصلاً في تلك الولاية التي انتقلنا للعيش فيها مع زوجي وابني. فتحت الباب وصينية القهوة مع الفنجانين في يدي. وجدت ساعية البريد وفي يدها ظرف أرادت تسليمه شخصياً وأخذ توقيعي. نظَرَت ساعية البريد الى الصينية وسألتني” من أين أنت؟” أجبتها من لبنان، باللغة الإنكليزية طبعاً. سألتني مرة أخرى ولكن باللبناني “من وين انت من لبنان؟!”
لم أشرب القهوة وحدي ذلك الصباح. كانت حاملة الرسائل رسالة أمل وفرح أتت صبحية على غفلة فوجدت فنجان القهوة في انتظارها. لم تشرب تلك السيدة القهوة معي فقط بل قرأت لي الفنجان.

Facebook Link

koura.admin:

Comments are closed.