تحقيق نورما شاهين
رتّبت الدمى على الطاولة بكل فخر ووقفت إلى جانبها لالتقاط الصورة.
الدمى من صنع يديها، تُحضرها وتحيك لها الثياب من خيوط الصوف الملونة من دون أن تنسى التفاصيل التي تزيدها تميزاً كالقبعة والحذاء والشال والأزرار والشعر. أحجامها مختلفة وألوانها زاهية فرحة ترسم إبتسامة على وجه كل من يقع نظره عليها. تعود مجموعة الدمى هذه إلى دورين جوري،سيدة من أصل أسترالي، متزوجة من السيد بربر جوري ومقيمة في بلدة كوسبا الكورة.
ما قصة هذه الدمى؟ بداية، تروي لنا دوري كيف لجأت إلى صناعة الدمى لأحفادها كهواية لتمضية الوقت منذ ١٨ عاماً وكيف تحولت إلى مشروع خيري بعدما تعرّفت على القسم المخصص للأطفال المصابين بمرض السرطان في إحدى مستشفيات الشمال حيث أجرى حفيدها عملية جراحية خطيرة آنذاك. فطيلة فترة إقامة حفيدها في المستشفى، راحت تزور الأطفال المرضى بالسرطان وتقرأ لهم القصص لتسليهم وتُنسيهم معاناتهم.
لم تنس دوري أبداً الإبتسامات التي كانت تُضيء وجوههم الشاحبة وتُبعد الحزن عن عيونهم. بعدما خرج حفيدها متعافياً، راحت تزور القسم سنوياً فترة عيد الميلاد طيلة ١٥ عاماً، تحمل معها سلّة كبيرة تحتوي كل مرّة على ١٥٠ دمية، دمى طرية الملمس تناسب الأيادي الصغيرة والمتعبة. كما أنها قامت بتوزيع الدمى على الجمعيات التى تهتم بالأطفال الأيتام والمحتاجين. إضطرت دوري إلى التوقف عن عملها الخيري والإنساني هذا مدّة سنتين بسبب إصابتها بمرض السرطان. لكنها اليوم تؤكد مبتسمة أنها تغلبت على المرض وهي مستعدة للاستمرار بعطائها.
نتمنى لك ولعائلتك المزيد من الصحة والعطاء.