نورما شاهين – أقامت أخوية القديس إغناطيوس الأنطاكي، التابعة لدير سيدة البلمند، “عشاء قروي” نهار الأحد في الساحة المجاورة لبيت الرئاسة في حرم الجامعة ويعود ريع هذا النشاط لدعم صندوق الطلبة في مدرسة البلمند. حضر العشاء عدد كبير من الفعاليات الأكاديمية، الإجتماعية، والثقافية في المنطقة، واستمتع الحضور بأجواء السهرة المميزة وبالفقرات الموسيقية الرائعة التي قدمتها فرقة Soundz Good التابعة لجامعة البلمند.
ألقى رئيس دير البلمند الأرشمندريت يعقوب خليل كلمة حملت عنوان”بركة صغيرة تجلب البركات”تحدث فيها عن أهمية وضرورة مساعدة المحتاجين بفرح وكرم”لأن الله يُحب المعطي المسرور”. وأبرز ما جاء في الكلمة “على مثال المعلم اهتمّ الرسول بولس بالفقراء. فكما كان الرب يسوع يجمع تبرعات في صندوق الفقراء، أخذ الرسول بولس على عاتقه مهمّة جمع هبات من الكنائس التي بشّرها، فجال عليها معلّمًا الروحيّات، ومشجّعًا المؤمنين، في الوقت عينه، على إظهار تعاضدهم مع إخوتهم في اليهوديّة، أولئك الذين عانوا جدًّا من المجاعة العظيمة التي ضربت المسكونة… علّمهم الرسول بولس أن يحسبوا تبرّعهم بركةً لهم، وألا يسود هوى البخل عليهم. يُدعى عملُهم الخيّر بركةً، لأنّه سيجلب لهم بركات الله. لذا، ينصحهم الرسول بأن يُعطوا كمن يزرع بالبركة لا بالشحّ، فهكذا سيحصدون بالبركة أيضًا، أللهمّ إن أعطوا بسرورٍ ومن كلّ قلبهم، “لأنّ الله يحبّ المعطي المسرور”…
فهدف العطاء لا ينحصر في سدّ إعواز “القدّيسين” المحتاجين فقط، بل إنّه ينجح أيضًا في زيادة الشكر لله. أنت تطيع الله عندما تعطي أخاك المحتاج، فتفرج عنه فيفرح، ثمّ يشكر الله على طاعة اعترافك بالإنجيل، أي على إيمانك العامل بالمحبّة. إنّك في عطائك تُقرض الله والقريب. فهل يدعك الله لتكون أكرم منه؟ لهذا مغبوطٌ هو العطاء!
هكذا كان يعلّم الرسول بولس تلاميذه وجميع المؤمنين في الكنائس التي بشّرها. نحن هنا أمام موضوع كان يكرّره الرسول بولس في كلّ مكان. وفي كلامه الوجدانيّ الذي خاطب به قسوس كنيسة أفسس في ميليتس، يخبرنا هو نفسه عن اجتهاده في أن يُظهر لهم بعمله وتعبه الشخصيّ كم ينبغي أن يتعبوا ويُضحّوا لمساعدة الضعفاء والفقراء، مقتديًا بكلام المعلّم، ربّنا يسوع المسيح، الذي قال: “مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ”.
Pics by Georges Ibrahim