نورما شاهين- كلما مررت في قلب بطرام والطقس مشمس أراه جالساً يتأمل تحت شجرة الأكادنيا معتمراً قبعته القش أو واقفاً والمعول في يده. يبدو المشهد وكأنه صورة في قصة: بستان صغير، قنّ دجاج، ورجل ثمانيني يهتم بمزروعاته.
شاهدته ثلاث مرات وفي كل مرة كنت أرغب في التوقف لالقاء التحية علّه يغمرني شيء من ذلك السحر والسلام الذي يخيم على الموقع.
اليوم قصدت ذلك الحي في بطرام، وإذ به جالس حيث كنت أتمنى. ألقيت عليه التحية وقلت له كم من الأشخاص يرغبون بالإستمتاع بمثل هذه الجلسة. ابتسم قائلاً “هلأ صار فيني اقعد وارتاح، لما كنت بعمرك كنت إركض واشتغل”.
وبعدما “سلسلني” وتعرف على أخبار عائلتي، عرفني على نفسه. ميخائيل لطوف من الحريصة قرية في جرود تنورين، من سكان بطرام منذ ١٥عاماً. “بشتّي ببطرام وبصيف بالحريصة. بس أصلي من الجرد وما لازم حدا ينكر أصله. بالجرد عندي رزق إهتم فيه، عندي بساتين تفاح وكرز وإجاص”. وعن مسؤولياته وكيفية تمضية الشتاء في بطرام قال “عندي ٦ دجاجات وديك، وهالبستان بزرعو نعنع وبصل وخس وملفوف. بنكش وبنقي ولما بتعب بريِّح تحت هالشجرة. وهيك بيمضى الشتاء”.
صباحك سحر وسلام أبو سركيس. يسعد صباحكم.