نورما شاهين- الوعي البيئي وإدراك أهمية الحفاظ على المحيط الذي نعيش فيه بات ضرورة ملحة اليوم. والأمر، على خلاف ما يصوره البعض، ليس بالعمل المستحيل بل يكفي أن ينطلق من مبادرة فردية تعكس حب المواطن للبيئة التي ينمو فيها وإدراكه أن سلامته من سلامتها.
هذا ما فعلته بالتحديد إبنة ال۱٢ عاماً. فقد وجدت إلسا خليل أرمش أن كمية الدفاتر المدرسية القديمة والكرتون والأوراق الخاصة بها وبأخوتها باتت كبيرة جداً ولم تريد أن ترميها في النفايات. قررت الاتصال بشركة إعادة تدوير، فقامت بالبحث عن أرقام هواتف عبر الانترنت ووجدت العديد من الشركات في بيروت. وبعد عدة محاولات، تمكنت من الحصول على رقم شركة في أنفه فتواصلت مع المندوب الذي أبدى إستعداداً لأخذ الكرتون والأوراق شرط أن تجمع ٥۰ كيلو منها. وفي أقل من يومين، تمكنت إلسا من جمع الكمية المطلوبة عبر الإتصال بعدد من الأقارب وأولاد الجيران وهي اليوم مستعدة للتواصل مع أصدقائها في البلدة وأقاربها الذين يملكون محالاً تجارية لجمع المزيد من الكرتون بدلاً من رميها في النفايات.
مبادرة فردية من طفلة تتمتع بوعي بيئي كبير هي بمثابة رسالة للكبار والصغار على حد سواء وخطوة في طريق الألف ميل نأمل أن تليها خطوات مماثلة لأن الوعي البيئي دليل حضارة ورقي وحاجة ملحة لحياة سليمة.