• Sat 23 Nov, 2024


فؤاد سليمان حضر بأعماله الخالدة حفل تدشين نصبه التذكاري في فيع

نورما شاهين- تحوّل حفل تدشين النصب التذكاري للأديب فؤاد سليمان أمس في بلدة فيع الكورة لقاءً ثقافياً، فكرياً وشعرياً حيث صدعت كلماته الخالدة وشعره الساحر في أرجاء ساحة فيع، فاستمتع الحضور المميز بسماع مقتطفات من أعمال هذا الأديب الكوراني العملاق المحفورة أساساً في ذاكرتهم وقلبهم وفكرهم. “ليته كان لي أن أملأ صباحات الناس بالخير” جملة من “صباح الخير” رُفعت في ساحة فيع، والحقيقة أنه نجح أمس في ملء مساء الحضور بالخير والحب والثورة من خلال استذكار صيحاته الجريئة، قلمه الناري ومواقفه الإنسانية.
قدّمت الإحتفال الإعلامية داليا داغر وتمّيز الحضور بعدد لافت من فعاليات المنطقة السياسية، الدينية، العسكرية، الإدارية، البلدية، الإجماعية والثقافية.
بداية ألقى وزير الإعلام رمزي جريج كلمة تحدث فيها عن”شاعر يتربع بتواضع أهل الكورة على عرش أدب صُنع بخشب الزيتون” مشيراً الى “أن المناسبة تُعيد الى ذاكرتي رائحة العطر الفواحة من أدب سليمان في وقت نشمّ رائحة الفساد في دهاليز السياسة وأقبية بعض السياسيين”. وتحدث عن سليمان”الصحافي اللامع الذي تصدرت مقالاته جريدة النهار، وكانت بعيدة في أسلوبها ومضمونها عن ما نقرأه في كثير من الصحف اليوم من كتابات مبتذلة، تُفرق ولا تجمع، في حين أننا بحاجة الى فكر نيّر كفكره”. ولم يستغرب الوزير جريج بقاء أثر الأديب سليمان في نفوس طلابه وقرائه، ولا مبادرة أهل فيع برفع نصب له في إحدى ساحاتها ف”لرب حي غدا في قومه حجرا ورب ميت غدا حي به الحجر”.
ثم ألقى وزير الثقافة روني عريجي كلمة استهلها ببيت شعر للشاعر الأخطل الصغير”من كانت الكورة الخضراء منبِتَه فليس ينبت إلا المجد والجاه” وأضاف”جئنا الى فيع، في الذاكرة ضيعة الهناء وقراميد الدوري، والقناديل الحمر وخوابي الزيت، جئنا نحج الى مزارات أدب فؤاد سليمان وحروفه النارية… إنها لفتة وفاء أن يرصع اسمه وخطوط وجهه ساحة فيع، وهو المستوطن في ذاكرتنا الوطنية والأدبية. كتب سليمان في السياسة والاجتماعيات والأدب، في نصوصه إنفة ونبرة صدق صافعة، وجدد أسلوباً وطرحاً بهي البساطة وجمال النقاء”. وتحدث عن أدب سليمان الذي “يستلّه من وجع الناس ورهافة الحس وسخطه على الحاكم..” مستذكراً مقتطفات من كتاباته في “تموزيات” و”درب القمر. ووجه عريجي “حباً وسلاماً لفؤاد سليمان، قلم الشاعرية الرهيفة، وأدب النبض والوتر المشدود، نموذجاً لأدب حيّ يفاخر به لبنان، أغنى نصنا الأدبي اللبناني وأثرى اللغة والآداب العربية…”وهنأ ساحة بلدة فيع، لاحتضانها وجها مضيئاً وإسماً شرراً…
ثم رحب رئيس بلدية فيع يعقوب عبود بالحضور مشيراً الى أن كلمات فؤاد سليمان” تعيش معنا، ونقرأها كل يوم وسط ما يجري في لبنان، نعود الى مقالات “تموز” في النهار فنفاجأ بأنها كأنما كتبها لقراء اليوم، ولأحداث لبنان اليوم، بكل ما أثاره “تموز” قبل أكثر من نصف قرن، ما زال الوضع هو ذاته بما يحيطنا اليوم من فساد ورشاوى وأمراض طائفية بغيضة ونفوس مريضة. هذا هو فؤاد سليمان سابق عصره، تستعيده اليوم ضيعته الحبيبة فيع، وتخصص له ملكاً لائقاً به، ليحتل مع ركنه العميق في قلوبنا، هذا النصب التذكاري في هذا المكان في قلب فيع، على فم هذا الوادي الجميل… هكذا تكرم فيع كبارها بالتفاهم والمحبة والنوايا الطيبة التي تليق بها وبهم وبزوارها وبكل من سيمر بهذا التذكار، ويقف تحية إجلال أمام هذا الوجه العميق، الباقي في كل مكان، وفي كل قلب من قلوب أهالي فيع”…
وشكر نادي شباب فيع للمساعدة على إنجاح الإحتفال.
ثم قام الفنان جهاد الأندري بإلقاء مقتطفات من أعمال سليمان، وجاءت مشاركته إضافة مميزة للحدث، فسحر الحضور بطريقة إلقائه تلك الكلمات الخالدة والمواقف السبّاقة والأفكار النيرة المحفورة أساساً في ذاكرة اللبنانيين.

Facebook Link


قد يعجبك أيضا

عيد مار سمعان فيع بين الأمس واليوم
نورما شاهين – لطالما كان عيد مارسمعان فيع محطة بهجة تترافق خلاله الإحتفالات والصلوات بتقليد شعبي مميز ينتظره أبناء البلدة والقرى المجاورة أواخر شهر آب من كل عام. يجذب هذا العيد المؤمنين من كل مكان، يقصدون الدير للصلاة وإضاءة الشموع، ثم يجولون في أرجاء ساحة الكنيسة التي تتحول مساء ٢٩،٢٨و ٣٠ آب ملتقى لأبناء فيع […]